الرئيسيةالبوابةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 العملُ بالرُّؤى، أحكامهُ وضوابطهُ..

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
زائر
زائر
Anonymous



العملُ بالرُّؤى، أحكامهُ وضوابطهُ.. Empty
مُساهمةموضوع: العملُ بالرُّؤى، أحكامهُ وضوابطهُ..   العملُ بالرُّؤى، أحكامهُ وضوابطهُ.. Emptyالسبت ديسمبر 30, 2017 7:30 pm


السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
.
الحمدُ للهِ والصلاةُ والسلامُ على رسولِ اللهِ وبعد ,
فإنَّ مسألةَ العملِ بالرؤى من المسائلِ المُهمَّةِ والحساسةِ - والخطِرةِ في بعضِ الأحيانِ- , وإنَّ الخطأَ في العملِ بها قدْ ينجُمُ عنهُ فِتنٌ وشرورٌ عظيمةٌ .
ومعَ ذلكَ، فإنَّ الخطأَ في تطبيقِ أمرٍ اعتبرهُ الشرعُ لا يُسوِّغُ إهمالهُ أو إلغاءهُ؛ لأنّ كثيرًا من الأمورِ التي اعتبرها الشرعُ المُطَهَّرُ
قد يقعُ الخطأُ في تطبيقيها والعملِ بها.
.
ولا يعني ذلكَ أبدًا تركُ العملِ بها , أو التقليلِ من شأنها ,ولكنَّ الذي ينبغي هو تقريرُ الأحكامِ والضوابطِ المُعْتبرةِ للعملِ بها؛
فيحصُلُ بذلكَ الجمعُ بينَ اعتبار ما اعتبرهُ الشرعُ وبيَّنَ فضلَهُ وشأْنَهُ , وبينَ اجتنابِ الوقوعِ في الشرورِ والمفاسدِ من جرَّاءِ الخطأِ
في تطبيقهِ والعملِ به، ومنْ هذهِ الأمورِ التي اعتبرها الشرعُ وبيَّنَ فضلها وعظيمَ شأنها : "الرؤى".
.
بقلم/الشيخ أبو عبد الله مجالي .
يتبع...إن شاء الله.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
زائر
زائر
Anonymous



العملُ بالرُّؤى، أحكامهُ وضوابطهُ.. Empty
مُساهمةموضوع: رد: العملُ بالرُّؤى، أحكامهُ وضوابطهُ..   العملُ بالرُّؤى، أحكامهُ وضوابطهُ.. Emptyالسبت ديسمبر 30, 2017 7:39 pm


.
فَضْلُ اَلْرُّؤْيَا ومكانتها :
.
وردت نصوصٌ كثيرة تبيّنُ فضلَ الرُّؤيا ومكانتها في هذا الدين، وسأورِدُ بعضها- على سبيل الاختصار-؛
لأن المقصود هو الكلام على ما يتعلّق بمسألة العمل بالرُّؤى، والكلام على فضلها هو بمثابةِ التوطئةِ والتمهيدِ بين يديّ الكلام على هذه المسألة..
.
ومن هذه النصوص:
1- قولُ النبيِّ –صلى الله عليه وسلم- :
« رؤيا المؤمن جزءٌ من ستةٍ وأربعين جزءًا من النبوة »
قال بعض السلف :"وما كانَ من النبوةِ فإنه لا يكذِب" .
.
2- قول النبيِّ –صلى الله عليه وسلم- :
« لم يبقَ منَ النبوةٍ إلّا المُبشرِّات »
قالوا : و ما المُبشراتُ ؟
قال: « الرؤيا الصالحة »
.
و قوله "المبشرات" هذا هو الأصل في الرؤيا أنها مبشرة غالبًا و لا يمنع أن تأتي الرؤيا منذرةً و محذِّرةً،
و هي صادقةٌ يريها الله لعبده المؤمن؛ رفقًا به ليستعد لما يقع قبل وقوعه.
.
3- وردَ في تفسيرِ قولهِ تعالى :
{لَهُمُ ٱلۡبُشۡرَىٰ فِي ٱلۡحَيَوٰةِ ٱلدُّنۡيَا وَفِي ٱلۡأٓخِرَةِۚ لَا تَبۡدِيلَ لِكَلِمَٰتِ ٱللَّهِۚ ذَٰلِكَ هُوَ ٱلۡفَوۡزُ ٱلۡعَظِيمُ}
تفسيرُ النبي –عليه الصلاة والسلام- لها بالرؤيا الصالحةِ.
.
4- كان النبيُّ- صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ- إذا صلى الصبحَ أقبل عليهم بوجهِه فقال:
« هل رأى أحدٌ منكم البارحةَ رُؤْيا؟ ».
.
وهذا في المسجدِ أمامَ النّاسِ، وفيهم من هوَ قويُّ الإيمانِ ومن هو ضعيفُ الإيمانِ , أو منَ المُنافقينَ..
ومع ذلكَ يسألُهُم ويَعْبُرُها لهم ولا يُتَصوَّر أنَّ هذا تضيعٌ للوقتِ , أو انشغالٌ بما لا فائدةَ فيهِ، بل هوَ تعليمٌ للأمَّةِ وتنبيهٌ لها
على أهميتها وفضلها والاعتناءِ بها , وأنَّ هذا من الأمورِ التي شرَعها النبيُّ –صلى الله عليه وسلم- لأُمتهِ في السؤالِ عنها
والحِرْصِ على سماعِها ومعْرِفتها.
.
5- تأثيرُ الرؤيا في تحفيزِ المُسلم على العملِ الصالحِ , وتثبيتهِ في أوقاتِ الشدَّةِ:
ومن ذلك قصةُ عبد الله بن عمر والرؤيا التي رأى فيها جهنم كأنَّها بئرٌ مطوية...", وقصها على حفصة –رضي الله عنها-
فقصتها على رسول الله –صلى الله عليه وسلم-
فقال: « نعم الرجل عبد الله لو كان يصلي من الليل » فما تركَ عبد الله بن عمر قيام الليل بعدَ ذلك.
.
فتأمَّل كيفَ أثّرتِ الرؤيا في تحفيز عبد الله بن عُمر وحثهِ على قيامِ الليلِ مع أنَّ هُناكَ في القُرآنِ من الآياتِ الدّالةِ على فضلِ قيامِ الليلِ .
وكذلك الأحاديث التي يرغبُ فيها الرسول –صلى الله عليه وسلم- في قيامِ الليلِ , و منَ البعيدِ ألّا يكونَ عبدُ اللهِ بن عمر قد اطّلع عليها.
ولكن انظر كيفَ أثرت الرؤيا فيه!
.
ومن ذلك ما جاء في القرآن , قال تعالى:
{إِذۡ يُرِيكَهُمُ ٱللَّهُ فِي مَنَامِكَ قَلِيلٗاۖ وَلَوۡ أَرَىٰكَهُمۡ كَثِيرٗا لَّفَشِلۡتُمۡ وَلَتَنَٰزَعۡتُمۡ فِي ٱلۡأَمۡرِ وَلَٰكِنَّ ٱللَّهَ سَلَّمَۚ إِنَّهُۥ عَلِيمُۢ بِذَاتِ ٱلصُّدُورِ }
.
فهذه الآية تدلُكَ على مدى تأثيرِ الرؤيا في نفوسِ الصحابة –رضوانُ الله عليهم- وأنَّ الرسولَ –صلى الله عليه وسلم-
لو أراهُ اللهُ المُشركينَ وأنّهم كثيرون , وسمعَ الصحابةُ منهُ هذهِ الرؤيا لربما أدَّى ذلك إلى الفشلِ والتنازعِ فيما بينهم.
.
ولكنَّ اللهَ لطفَ بهم وسلّمَ وأرى نبيَّهُ الكريم –صلوات الله وسلامه عليه- عدد المشركين قليلًا , فسُرَّ الصحابةُ بذلك وتشجّعوا على القتال .
وهذا مع كونهم يؤمنون بوعدِ اللهِ الصادق بالنصرِ والتمكين , ويتلون آياتِ الله , ويسمعون كلامَ رسولِ الله -صلى الله عليه وسلم-
.
ويدركون فضل الشهادة وهم على جانبٍ عظيم من الإيمان , ومع ذلك فإنَّ الرؤيا تؤثر في نفوسهم سلبًا أو إيجابًا
{وَلَٰكِنَّ ٱللَّهَ سَلَّمَۚ إِنَّهُۥ عَلِيمُۢ بِذَاتِ ٱلصُّدُورِ} ؛
.
فلا شك أنَّه من يهمل تأثيرها، ويقلل من قيمتها، ومن عِظَم شأنها في النفوس
مُجانبٌ للصوابِ مُخالفٌ لما دلَّتْ عليه نصوص الكتاب والسنّة.
.
ولماّ كان شأن الرؤى بهذه المثابة اهتم العلماء من الفقهاء والأصوليين بذكر ما يتعلق بها من أحكامٍ وضوابط
ولو كان إلغاؤها أمرًا صحيحًا معتبرًا لما اشغلوا أنفسهم بها
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
زائر
زائر
Anonymous



العملُ بالرُّؤى، أحكامهُ وضوابطهُ.. Empty
مُساهمةموضوع: رد: العملُ بالرُّؤى، أحكامهُ وضوابطهُ..   العملُ بالرُّؤى، أحكامهُ وضوابطهُ.. Emptyالسبت ديسمبر 30, 2017 8:04 pm

.
نماذج وصور من العمل بالرؤى عند السلف وغيرهم من أهل العلم:
.
- الشمس والقمر يقتتلان:
ومن ذلك ما رواه ابن أبي شيبة قال: حدثنا ابن فضيل عن عطاء بن السائب قال: حدثني غيرُ واحدٍ أن قاضيًا من قضاة أهل الشام
أتى عمر بن الخطاب - رضي الله عنه -
فقال: يا أمير المؤمنين رأيت رؤيا أفظعتني
قال: ما هي؟
قال: رأيت الشمس والقمر يقتتلان والنجوم معهما نصفين
قال: فمع أيهما كنت؟
قال: مع القمر على الشمس.
قال عمر: {وَجَعَلْنَا اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ آَيَتَيْنِ فَمَحَوْنَا آَيَةَ اللَّيْلِ وَجَعَلْنَا آَيَةَ النَّهَارِ مُبْصِرَةً }
قال: فانطلقْ فوالله لا تعمل لي عملاً أبدًا.
.
وقد ذكر هذه القصة ابن عبد البر في كتابه بهجة المجالس وزاد فيها: فعزله وقُتِل مع معاوية بصفين
فعمل أمير المؤمنين عمر بن الخطاب - رضي الله عنه - بما فهمه من الرؤيا، وعزل القاضي عن القضاء
وهذا من باب الانتقال من أمرٍ جائزٍ إلى أمرٍ جائزٍ آخر.
...
- رؤيا أبي بكر الباغندي في منصور بن المعتمر:
يقول الذهبي - رحمه الله -: وحكاية أبي بكر الباغندي الحافظ مشهورة، سمعناها في معجم الغساني..
أنه كان ينتخب على شيخٍ فكان يقول له: كم تضجرني؛ أنت أكثر حديثًا مني وأحفظ
فقال : إني قد جئت إلى الحديث، بحسبك أني رأيت النبي - صلى الله عليه وسلم - في النوم
فلم أسأله الدعاء وإنما قلت: يا رسول الله أيما أثبت في الحديث منصور أو الأعمش؟
فقال: منصور منصور.
وهذا فيه العمل بالرؤيا في معرفة أحوال الرواة، وقد تقدّم نظير ذلك في فعل الإمام مسلم في مقدّمة صحيحه،
وكذلك الإمام أبو داود في سننه.
...
- رؤيا الوليد بن مسلم في الأوزاعيّ:
قال الوليد بن مسلم: ما كنت أحرِص على السماع من الأوزاعي حتى رأيت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في المنام
والأوزاعي إلى جنبه
فقلت: يا رسول الله، عمّن أحمل العلم؟
قال: عن هذا، وأشار إلى الأوزاعي.
قال الذهبي معلقًا على هذا: كان الأوزاعي كبير الشأن.
...
- رؤيا حمّاد بن سلمة:
قال حمّاد: " ما كان من نيَّتِي أن أُحَدِّث، حتى قال لي أيُّوب السِّخْتياني في النوم: حدِّث ".
...
- رؤيا محمد بن رمح في الإمام مالك:
قال محمد بن رمح: رأيت النبي - صلى الله عليه وسلم -
فقلت: يا رسول الله، إن مالكًا والليث يختلفان، فبأيِّهما آخذ؟
قال: مالكٌ مالكٌ .
...
- رؤيا معروف الكرخيّ في هُشَيم:
قال يحيى بن أيوب العابد: سمعتُ نصر بن بسّام وغيره من أصحابنا، قالوا: أتينا معروفًا الكرخيّ.
فقال: رأيتُ النبي - صلى الله عليه وسلم - في المنام وهو يقولُ لهُشَيم: جزاك الله عن أمتي خيرًا
فقلتُ لمعروف: أنتَ رأيت؟ قال: نعم، هُشَيمٌ خيرٌ مما نظُن.
.
وذلك لأن هشيمًا كان قد عُرِف بالتدليس، ولربما حصل من جرّاء ذلك نوعٌ من الاحتقار له أو الانتقاص لشأنه؛
فجاءت الرؤيا منبهةً على فضله وليس فيها إلغاءٌ للوصف الذي عُرِف به عند علماء الجرح والتعديل.
...
- ابن القاسم ورؤيا رأس الخنزير:
عن سُحْنُون قال: لمّا حججنا كنتُ أزامل ابن وهب، وكان أشهب يزامله يتيمُه، وكان ابن القاسم يزامله ابنه موسى،
ونزلنا بمسجدٍ ببعض مدائن الحجاز، فنمنا، فانتبه ابن القاسم مذعورًا..
فقال لي: يا أبا سعيد، رأيت الساعة كأن رجلاً دخل علينا من باب هذا المسجد، ومعه طبقٌ مغطًى وفيه رأس خنزير.
أسأل الله خيرها. فما لبثنا حتى أقبل رجلٌ معه طبقٌ مغطًى بمنديل، وفيه رطبٌ من تمر تلك القرية، فجعله بين يدي ابن القاسم
وقال: كل.
قال: ما إلى ذلك من سبيل.
قال: فأعطه أصحابك.
قال: أنا لا آكله، أعطيه غيري؟! فانصرف الرجل.
فقال لي ابن القاسم: هذا تأويل الرؤيا.
قال الذهبي مُعلّقًا: وكان يُقال: إن تلك القرية أكثرها وقفٌ غُصبت .
والعمل بالرؤيا هنا من باب ترك المباح لرؤيا رآها.
...
- رؤيا الحسين بن علي الجعفي:
قال حميد بن الربيع: رأى حسين الجعفي كأن القيامة قد قامت وكأن مناديًا ينادي: ليقم العلماء فيدخلوا الجنة.
قال: فقاموا وقمت معهم، فقيل لي: اجلس لستَ منهم؛ أنت لا تحدِّث.
قال: فلم يزل بعد يحدث بعد أن كان لا يحدث حتى كتبنا عنه أكثر من عشرة آلاف حديث .
...
- رؤيا أبي عثمان المازني:
عن أبي عثمان المازني قال: رأيت النبي - صلى الله عليه وسلم - في النوم فقرأت عليه سورة طه
فقلت: مَكَانًا سِوًى، فقال: اقرأ "سُوى" قراءة يعقوب.
فالعمل بهذه الرؤيا انتقالٌ من جائزٍ إلى جائز؛ لأن كلتا القراءتين جائزتان، وليس فيها إلغاءٌ لقراءةٍ سمعيةٍ ثابتة.
...
- رؤيا القَعنبِيّ:
يُروَى عن أبي سبرة المديني قال: قلت للقعنبي: حدثْتَ ولم تكن تحدِّث!
قال: إني أُريتُ كأن القيامة قد قامت، فصِيحَ بأهل العلم فقاموا وقمتُ معهم، فنودي بي: اجلس.
فقلت: إلهي، ألم أكن أطلب؟
قال: بلى، ولكنهم نشروا وأخفيتَه.
قال: فحدَّثْت .
.
- رؤيا محمد بن يحيى الرملي في الشافعي وأحمد بن حنبل:
ذكر شيخ الإسلام بإسنادٍ طويلٍ عن محمد بن يحيى الرملي قاضي دمشق،
قال: دخلتُ العراق والحجاز وكتبْت، فمن كثرة الاختلاف لم أدر بأيها آخذ،
فقلت: اللهم اهدني. فنمت فرأيت النبي - صلى الله عليه وسلم - وقد أسند ظهره إلى الكعبة وعن يمينه الشافعي، وأحمد بن حنبل،
وهو يتبسم إليهما.
فقلت: يا رسول الله، بم آخذ؟ فأومأ إلى الشافعي وأحمد،
وقال: أولئك الذين آتيناهم الكتاب والحكم والنبوة.
.

.


الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
زائر
زائر
Anonymous



العملُ بالرُّؤى، أحكامهُ وضوابطهُ.. Empty
مُساهمةموضوع: رد: العملُ بالرُّؤى، أحكامهُ وضوابطهُ..   العملُ بالرُّؤى، أحكامهُ وضوابطهُ.. Emptyالسبت ديسمبر 30, 2017 8:13 pm

.
.
- رؤيا نور الدين زنكي :
.
إنّ مكرَ الأعداء بهذه الأمة ونبيِّها - صلى الله عليه وسلم - لا ينتهي، وإنّ هذا المكرَ قَدْ يصلُ إلى درجةٍ خبيثةٍ من الدّهاء
قَدْ لا يفطِن إليه الناس - مهما كان عندهم من قُوّةٍ ومن أجهزةٍ أمنيّةٍ واستخباراتيّةٍ -، ولكنّ الله - سبحانه وتعالى - لا يخفَى عليه هذا المكْرُ
.
وقد جَعلَ من وسائلِ فضْحِهِ وإبطالِه وإظهارِ عوارِه: الرؤيا في المنام، ونور الدّين زنكيّ - وإن لم يكن من العلماء -
قد كان من ملوك العَدْل، ووقعَتْ له هذهِ الرُّؤيا العظيمة التي كان العملُ بها سببًا في حماية الرسول - صلى الله عليه وسلم - في قبره
.
ولهذه الرُّؤيا قِصّةٌ ذكرها الشيخُ حمود التويجريّ - رحمه الله - في كتابه الرؤيا
فقال: "ومن الرؤيا الظاهرة العظيمة ما ذكر عن الملك العادل نور الدين محمود بن زنكي بن أقسنقر
أنه رأى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في المنام يستنجده على رجلين أرادا إخراجه من قبره.
.
وقد ذكر القصة في هذه الرؤيا نور الدين علي بن أحمد السمهودي في كتابه <الوفا بأخبار دار المصطفى>
وذكر أن ذلك كان في سنة سبعٍ وخمسين وخمسمائة، وهذا نص ما ذكره:
"خاتمة: فيما نقل من عمل نور الدين الشهيد الخندق حول الحجرة الشريفة مملوءًا بالرصاص، وذكر السبب في ذلك وما ناسبه:
.
اعلم أني وقفت على رسالةٍ قد صنفها العلامة جمال الدين الأسنوي في المنع من استعمال الولاة للنصارى، وسماها بعضهم بـ<الانتصارات الإسلامية>
ورأيت عليها بخط تلميذه شيخ مشايخنا زين الدين المراغي ما صورته «نصيحة أولي الألباب، في منع استخدام النصارى كتّاب»
لشيخنا العلامة جمال الدين الأسنوي، ولم يسمه فسميته بحضرته فأقرني عليه، انتهى. فرأيته ذكر فيها ما لفظه:
.
وقد دعتهم أنفسهم - يعني النصارى - في سلطنة الملك العادل نور الدين الشهيد إلى أمر عظيم ظنوا أنه يتم لهم،
{وَيَأْبَى اللَّهُ إِلَّا أَنْ يُتِمَّ نُورَهُ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ} .
.
وذلك أن السلطان المذكور كان له تهجد يأتي به بالليل وأوراد يأتي بها، فنام عقب تهجده
فرأى النبي- صلى الله عليه وسلم - في نومه وهو يشير إلى رجلين أشقرين .
ويقول: أنجدني أنقذني من هذين، فاستيقظ فزعًا ثم توضأ وصلى ونام فرأى المنام بعينه، فاستيقظ وصلى ونام فرآه أيضًا مرة ثالثة
فاستيقظ وقال: لم يبق نوم وكان له وزير من الصالحين يقال له جمال الدين الموصلي فأرسل خلفه ليلاً وحكى له جميع ما اتفق له
.
فقال له: وما قعودك، اخرج الآن إلى المدينة النبوية واكتم ما رأيت، فتجهز في بقية ليلته وخرج على رواحل خفيفة في عشرين نفرًا
وصحبته الوزير المذكور ومالٌ كثير فقدم المدينة في ستة عشر يومًا فاغتسل خارجها ودخل فصلى بالروضة وزار ثم جلس لا يدري
ماذا يصنع. فقال الوزير وقد اجتمع أهل المدينة في المسجد: إن السلطان قصد زيارة النبي - صلى الله عليه وسلم -
وأحضر معه أموالاً للصدقة فاكتبوا مَنْ عندكم فكتبوا أهل المدينة كلهم وأمر السلطان بحضورهم،
.
وكل من حضر ليأخذ يتأمله ليجد فيه الصفة التي أراها النبي - صلى الله عليه وسلم - له فلا يجد تلك الصفة فيعطيه ويأمره بالانصراف
إلى أن انقضى الناس،
فقال السلطان: هل بقي أحد لم يأخذ شيئًا من الصدقة،
قالوا: لا ..
فقال: تفكروا وتأملوا.
فقالوا: لم يبق أحد إلا رجلين مغربيين لا يتناولان من أحد شيئًا وهما صالحان غنيان يكثران الصدقة على المحاويج، فانشرح صدره
وقال: عليّ بهما؛ فأتي بهما فرآهما الرجلين اللذين أشار النبي - صلى الله عليه وسلم - إليهما بقوله
«أنجدني أنقذني من هذين»
فقال لهما: من أين أنتما؟
فقالا: من بلاد المغرب جئنا حاجين فاخترنا المجاورة في هذا العام عند رسول الله - صلى الله عليه وسلم -
فقال: أصدقاني، فصمما على ذلك
فقال: أين منزلهما فأخبر بأنهما في رباط بقرب الحجرة فأمسكهما وحضر إلى منزلهما فرأى فيه مالاً كثيرًا وختمتين
وكتبًا في الرقائق ولم ير فيه شيئًا غير ذلك فأثنى عليهما أهل المدينة بخير كثير .
وقالوا: إنهما صائمان الدهر ملازمان الصلوات في الروضة الشريفة وزيارة النبي - صلى الله عليه وسلم -
وزيارة البقيع كل يوم بكرة وزيارة قباء كل سبت ولا يردان سائلاً قط بحيث سدَّا خلة أهل المدينة في هذا العام المجدب،
.
فقال السلطان: سبحان الله، ولم يظهر شيئًا مما رآه، وبقي السلطان يطوف في البيت بنفسه فرفع حصيرًا في البيت
فرأى سردابًا محفورًا ينتهي إلى صوب الحجرة الشريفة فارتاعت الناس لذلك، وقال السلطان عند ذلك: أصدقاني حالكما،
وضربهما ضربًا شديدًا فاعترفا بأنهما نصرانيان بعثهما النصارى في زي حجاج المغاربة وأمالوهما بأموال عظيمة وأمروهما بالتحيل في شيء عظيم
خيلته لهم أنفسهم وتوهموا أن يمكنهم الله منه وهو الوصول إلى الجناب الشريف ويفعلوا به ما زينه لهم إبليس في النقل وما يترتب عليه
فنزلا في أقرب رباط إلى الحجرة الشريفة .
.
وفعلا ما تقدم وصارا يحفران ليلاً ولكل منهما محفظة جلد على زي المغاربة، والذي يجتمع من التراب
يجعله كل منهما في محفظته ويخرجان لإظهار زيارة البقيع فيلقيانه بين القبور وأقاما على ذلك مدة فلما قربا من الحجرة الشريفة
أرعدت السماء وأبرقت وحصل رجيف عظيم بحيث خيّل انقلاع تلك الجبال فقدم السلطان صبيحة تلك الليلة واتفق إمساكهما واعترافهما
.
فلما اعترفا وظهر حالهما على يديه ورأى تأهيل الله له لذلك دون غيره بكى بكاءً شديدًا وأمر بضرب رقابهما فقتلا تحت الشباك
الذي يلي الحجرة الشريفة وهو مما يلي البقيع، ثم أمر بإحضار رصاص عظيم وحفر خندقًا عظيمًا إلى الماء حول الحجرة الشريفة كلها
وأذيب ذلك الرصاص وملأ به الخندق فصار حول الحجرة الشريفة سورًا رصاصًا إلى الماء، ثم عاد إلى ملكه وأمر بإضعاف النصارى
وأمر أن لا يستعمل كافر في عمل من الأعمال وأمر مع ذلك بقطع المكوس جميعها. انتهى."
.
الشيخ أبو عبد الله، مجالي...
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
زائر
زائر
Anonymous



العملُ بالرُّؤى، أحكامهُ وضوابطهُ.. Empty
مُساهمةموضوع: رد: العملُ بالرُّؤى، أحكامهُ وضوابطهُ..   العملُ بالرُّؤى، أحكامهُ وضوابطهُ.. Emptyالأربعاء يناير 03, 2018 12:10 pm

الله .. ما شاء الله ... قرأت الموضوع كاملا وهذا ما انادي به دائما سبحان الله

الرؤي لها مكانه واهمية عظيمة وكيف لا وهي جزء من النبوة ويأتي احد تافه ويتفه من امرها ويجعلها للأستئناس فقط

لا والله هي للأستئناس والبشري وايضا لفهم كثير من الامور التي نعيشها ونجهلها او تلتبس علينا

وتأتي تصحيحا لمفاهيم وقد يبني عليها عمل ان كانت حق وواضحة

مثل تحذير من شخص او سلوك ...

وافضل مثال هو الاخير الذي أتته الرؤية فبدأ يبحث خلف هؤلاء الرجلان الي ان انتبه لشرهم وتفاداهم !

جزاكي الله خيرا اختي العزيزة رُقيّة flower flower flower flower flower
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
زائر
زائر
Anonymous



العملُ بالرُّؤى، أحكامهُ وضوابطهُ.. Empty
مُساهمةموضوع: رد: العملُ بالرُّؤى، أحكامهُ وضوابطهُ..   العملُ بالرُّؤى، أحكامهُ وضوابطهُ.. Emptyالأربعاء يناير 03, 2018 12:20 pm


السلام عليكم ورحمة الله وبركاته .
أحسنت..أخي أحمد
وشكر الله لك وبارك الله لنا فيك وفي علمك.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
العملُ بالرُّؤى، أحكامهُ وضوابطهُ..
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
موقع فرسان المهدي  :: قسم علم آخر الزمان. :: أشراط الساعة.-
انتقل الى: